للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان كلّ إنسان قد اشترى ما في شركته، وما في جواره، ممّا كان يتأذّى به هو وأسلافه، منذ مائة سنة، وما كان يتمنّاه ويشتهيه منذ ذلك العهد، وما قد ارتحصه، واستصلحه.

فقامت قيامة أهل البلد، والتزموا عن آخرهم [٧٠ ب] التقسيط، على ما فصّلته عليهم، من غير محاسبة.

وورّكت «١» على ابن قديدة مالا عظيما، فلم يكن له فيه وجه.

فأنا جالس في بيتي ليلة، إذ جاءني [٦٣ ط] ، فدخل إليّ. فقلت:

ما هذا يا أبا جعفر؟ وقمت إليه، وسلّمت عليه، فعاتبني، وخضع لي.

فقلت: ما تريد؟

فقال: تخفّف عنّي من التقسيط، وتعاونني بمالك، فو الله، ما معي ما أؤدّيه.

فخفّفت عنه منه شيئا يسيرا، وأقرضته ثلاثين ألف درهم، وكتبت بها عليه قبالة «٢» ، وأشهدت فيها جماعة عدول البلد، وتركتها في بيتي، فلم أفكّر في المال سنين، ورجعت أدسّ المكاره، والمغارم، والمحن عليه، وهو يذوب، وينقص في كل يوم.

فلما علمت أنّه قد بلغ آخر أمره، طالبته بالدين، فاستتر عنّي في منزله.

فاستعديت عليه إلى القاضي أبي القاسم عليّ بن محمد التنوخيّ «٣» ، فكتب