للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما رآه المتوكل، أومأ بيده إلى قفاه، ومسحه شبه صفعة، فأخذ عبيد الله يده فقبّلها.

فنفق عليه، وخفّ على قلبه، وسرّ بذلك، واستخفّ روحه.

وقال له: اكتب.

فكتب وهو قائم: (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)

«١» ، إلى قوله عز وجل [٣] (وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً)

«٢» فكتب: وينصرك الله- يا أمير المؤمنين- نصرا عزيزا، فزاد ذلك في تقبّل المتوكل له، وتفاءل بذلك.

وقال له: الزم الدار، فكان يلزمها منذ السحر، إلى وقت نوم المتوكل في الليل.

وقوي أمره مع الأيام، حتى صار يعرض الأعمال، كما كان الوزراء يعرضونها، وليس هو بعد وزير، والتاريخ لوصيف.

فأمره المتوكل في بعض الأيام، أن يكتب نسخة في أمر الأبنية، فقال:

نعم.

فلما كان بعد ساعة، سأله، هل كتبت؟

فقال: لم يكن معي دواة.

فقال: اكتب الساعة، فاستحضر دواة.

وكان ايتاخ الحاجب «٣» قائما، يسمع ذلك، فلما خرج عبيد الله،