للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذا وكذا يوما عند الجهبذ، وإلّا دققت يديك على رجليك؟

قلت: نعم.

قال: فيخرج المستخرج فيبثّ الفرسان، والرّجالة، والرسل، والمستحثّين، ويضرب، ويصفع، ويقيّد، وأنت [٧٢ ب] تأمره وتنهاه، وإذا قلت له: أطلق رجلا، أو أخّره بما عليه، قبل أمرك، وإذا لم تأذن له طالبه حتى يؤدّي؟

قلت: نعم.

قال: فيحصل المال عند الجهبذ، فتخرج إليه الصكاك من ديوانك وبعلاماتك؟

فقلت: نعم.

قال: فأي شيء بقي من العمل لم تتولّ وزره، وتضمن غرمه، وتتحمّل إثمه؟ تب إلى الله، وإلّا فأنت هالك، ودع التصرّف، وأصلح أمر آخرتك.

قال: وأخذ يعظني، ويخطب عليّ، حتى بكيت.

ثم قال لي: لست بأعظم [نعمة ولا أكبر منزلة] «١» من جعفر بن حرب «٢» ، فإنّه كان يتقلّد كبار أعمال السلطان، وكانت نعمته تقارب نعمة الوزراء، وكان يعتقد الحقّ «٣» ومنزلته في العلم المنزلة المشهورة، وصنّف غير كتاب من كتبه الباقية إلى الآن في أيدي الناس، وهو يتصرّف مع السلطان.

فاجتاز يوما راكبا في موكب له عظيم، ونعمته على غاية الوفور، ومنزلته