قال: فأقام عندي يومه، ولم أزل حتى بعته بحساب الكرّ الأرز المعدّل، بسبعة دنانير، وكنت قد قدّرت الحاصل فيه للسلطان، ثلاثة آلاف كرّ معدّل، واستثنيت عليه في كل كرّ دينارا، وأخذت خطّه بضمانة تعجيل عشرة آلاف دينار، لمن يؤمر بأدائها إليه.
ورحت إلى دار الحسن بن مخلد، فوجدته نائما، والناس [٤٤] مطرّحون في داره، ثم دخلت إليه، وشرحت له الصورة، فسرّ بها، وأمر بإحضار صاحب مجلس النفقات في الديوان، وسلّم الرقعة إليه، وقال: أحل الفلّاحين على هذا التاجر.
فلمّا خلا مجلسه، تقدّمت إليه، وعرّفته خبر الاستثناء، وأريته الخطّ، وقلت: إلى من أسلّم المال، إذا قبض؟
فلم يجبني، فأححت عليه.
فقال لي: يا هذا، إنّك صحبت قوما، لا مروءة لهم، فتعوّدت منهم، أن تعطو «١» نفوسهم إلى مضايقة خدمهم في هذا القدر، وما هو أتفه منه، وإذا أخذت أنا هذا المرفق، فأنت لم تخدمني، وتتبعني؟ خذ هذا وأصلح به حالك، ليبين عليك أثر خدمتك لي.
فقبلت يده، ورجله، وعدت إلى عملي، واستخرجت المال، ودبّرت العمل.
وحضر بعد مديدة، النوروز، وقد كنت مذ خرجت من حضرته، سألت ثقات إخواني من التجار في الأسواق، أن يجمعوا لي كل علق، حسن، غريب، طريف، مثمن، من فرش ديباج «٢» مثقل، وأبي قلمون مذهب «٣» ،