قال: فما شعرت، إلّا وقد جئت [٨٨] ، وطلبت صندوقي، لأخرج منه شيئا من الدراهم، فحمل إليّ، ففتحته، فإذا ليس فيه شيء من الدراهم.
فقلت لغلامي- وكان غير متّهم عندي-: هل أنكرت من الدرابات شيئا؟
فقال: لا.
فقلت: ففتّش، هل ترى في الدكان نقبا؟
ففتّش، فقال: لا.
فقلت: فمن السقف حيلة؟
فقال: لا.
فقلت: اعلم أنّ دراهمي قد ذهبت؟
فقلق الغلام، فسكّنته، وأقمت في دكّاني، لا أدري ما أعمل، فتأخّر عنّي الرجل، فلما تأخّر، اتهمته، وتذكرت مسألته لي عن القفل.
فقلت للغلام: أخبرني كيف تفتح الدكان وتغلقه؟
فقال: رسمي، إذا أغلقت الدكان، أغلقه درابتين، درابتين، والدرابات «١» في المسجد، أحملها دفعات، اثنتين وثلاثا، في كلّ دفعة، فأشرجها، ثم أقفل، وكذا أفتحها.
فقلت: البارحة، واليوم كذا فعلت؟
فقال: نعم.
فقلت: فإذا مضيت لتردّ الدرابات، أو تحضرها، على من تدع الدكان؟