للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنّ الله قد ردّ عليّ هذا بك، فأحبّ أن تأخذ ربعه، أو ثلثه، أو نصفه، بطيب من قلبي.

فقال: يا هذا، ما أسرع ما كافأتني على فعل الجميل بالقبيح، انصرف بمالك، بارك الله لك فيه.

فقلت: قد بقيت لي حاجة.

فقال: قل.

قلت: تخبرني عن سبب طاعة هذا لك، مع تهاونه بأكابر أهل الدولة.

فقال: يا هذا قد بلغت مرادك، [وأخذت مالك] «١» فلا تقطعني عن شغلي، وما أعيش منه.

فألححت عليه.

فقال: أنا رجل أؤمّ، وأقرىء في هذا المسجد، منذ أربعين سنة، ومعاشي [١٠١ ب] من هذه الخياطة، لا أعرف غير هذا.

وكنت منذ دهر، قد صلّيت المغرب، وخرجت أريد منزلي، فاجتزت بتركيّ كان في هذه الدار، فإذا قد اجتازت امرأة جميلة الوجه عليه، فتعلّق بها وهو سكران، ليدخلها داره، وهي ممتنعة تستغيث، وليس أحد يغيثها، وتصيح، ولا يمنعها منه أحد «٢» ، وتقول في جملة كلامها: إنّ زوجي قد حلف بطلاقي أن لا أبيت عنه، فإن بيّتني هذا، أخرب بيي، مع ما يرتكبه منّي من المعصية، ويلحقه بي من العار.

قال: فجئت إلى التركيّ، ورفقت به، وسألته تركها، فضرب رأسي