للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذا القدر، كانت هذه عقوبتي له: القتل، ليكفّوا عمّا فوقه، ولو أردت قتلهم لقتلتهم في الحال، وإنّي حبستهم، وأمرت بإخراج اللصوص في غد مغطّين الوجوه، ليقال إنّهم أصحاب القثّاء، ويقتلون بفعل ذلك.

فقلت: كيف تعلم العامّة هذا؟

قال: بإخراجي القوم الذين أخذوا القثّاء، أحياء، وإطلاقي لهم في هذه الساعة.

ثم قال: هاتم القوم، فجاءوا بهم، وقد تغيّرت حالهم من الحبس والضرب.

فقال لهم: ما قصّتكم؟

فاقتصّوا عليه قصّة القثّاء.

فقال لهم: أفتتوبون من مثل هذا الفعل، حتى أطلقكم؟

فقالوا: نعم.

فأخذ عليهم التوبة، وخلع عليهم، ووصلهم، وأمر بإطلاقهم، وردّ أرزاقهم عليهم.

فانتشرت الحكاية، وزالت عنه التّهمة «١» .