فقلت: تمّم أيّدك الله سروري، بأن تصير معي إلى منزلي.
فحملته وأركبته حماري، ومشيت خلفه، إلى أن دخل داري، فأكلنا ما كان أصلح لي في يوم الجمعة، كما يفعل التجّار «١» ، ونام.
فلمّا انتبه، أحضرته كيسا، وقلت: لعلّك على إضاقة، فأسألك بالله، إلّا أخذت منه ما شئت.
قال: فأخذ منه دنانير، وقام فخرج.
فأقبلت امرأتي تلومني وتوبّخني، وقالت: ضمنت عنه ما لا يفي به حالك، ولم تقنع إلّا بأن أعطيته شيئا آخر.
فقلت: جميلا أسديته، [ويدا جليلة]«٢» ، وهو رجل حرّ كريم، كبير جليل، من بيت وأصل، فإن نفعني الله به فذاك، وإن تكن الأخرى فلن يضيع عند الله.
[ومضى على الحديث مدة، وحلّ الدين، وجاء الغريم يطالبني، فأشرفت على بيع عقاري، ودفع ثمنه إليه، ولم أستحسن مطالبة عبيد الله]«٣» ودفعت الرجل بوعد وعدته إلى أيّام.
فلما كان بعد يومين من هذا الحديث، جاءتني رقعة عبيد الله يستدعيني، فجئته.
فقال: قد وردت عليّ غليلة من ضيعة لي، أفلتت من البيع في النكبة، ومقدار ثمنها [مقدار]«٤» ما ضمنت عني، فتأخذها، وتبيعها [١٤١ ط]