قلت: أيّها الأمير إنّك تنفذنا إلى إمام، ولسنا نأمن أن يشهدنا على غير ما تريد أن يشهدنا عليه، وإذا وقفنا بحضرته، فأشهدنا لم يجز أن نشهد على غير ما يشهدنا عليه، فما تأمر؟
قال: فكأنّي أيقظته من رقدة، وأعلمته أنّه إن أشهدنا على تثبيت أمر المفوّض، وخلعه هو، وتفسيقه، وقع الأمر موقعه.
فقال: أحسن الله جزاءك، وأضرب عن إنفاذنا.
قال: ثمّ كان يختصّني بعد ذلك، ويستدعيني في أوقات، وكان ذلك أوّل ما بان من محلّي عند أهل بلدي، وتقدمت به عليهم.