مخنّثا، ولا مجنونا، ولا [١٦٢ ط] فقيرا فيحتاج إلى هذا، فيبقى «١» الخلاف فيك مدّة أخرى، وأنت مع هذا، قد وصلت [١٣٤ ب] سلطانك «٢» ، ولعلّ العشرة بينكما قد وقعت، فيستدعي مغنياتك، وتسمعهن في منزله «٣» ، فيصير لك بمنادمته رسم، وجاهك مع إخوانك باق ببرّك وملاقاتك لهم، فهم يحامون عليك «٤» العاقل منهم، ويحافظ لك الآخر، فتصير في مراتب ندماء الأمير «٥» ، وفي جملته، وتصير قيادتك كالتشنيع عليك، والعيب لك «٦» ، وتخرج عن حدّ القوّاد المحض، الذين يؤذون دائما «٧» ، وتكبس منازلهم.
قال: فاعتقدت في الحال، أنّ الصواب ما قاله.
ومات في علّته، فجلست ثلاثة أيّام، ثم نفّذت وصيّته، وفرّقتها كما أمرني، ثم بيّضت الدور، وهي هذه، وزدت فيها ما اشتهيت، واستزدت من الآلات، والفرش «٨» ، وإلآنية «٩» ، كما أردت، وابتعت هؤلاء الجواري والغلمان والخدم، من بغداد، ودبّرت أمري على ما قاله أبي، من غير مخالفة لشيء منه.
فأنا أفعل هذا منذ سنين كثيرة، ما لحقني فيه ضرر، ولا خسران «١٠» ،