للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جهتك، أو على يدك، أخذته على رغمك، وإلّا فلا أقلّ من أن أؤذيك برؤيتي، كما تؤذيني بعطلتي.

قال: فانصرفت متعجّبا منه، ولم أعد على الوزير ذلك، لئلا يغتاظ، وتغافلت يومي.

فلما كان من الغد، بكّر الوزير خارجا من داره، وأنا معه، فإذا بالشيخ، فلما رآه، التفت إليّ، وقال: ألم أنفذك إليه برسالة؟

قلت: بلى.

قال: فلم عاد؟

قلت: الخطب طويل طريف، وإذا اطمأنّ الوزير في مجلسه حدّثته.

قال: فلمّا نزل في طيّاره، قال: أخبرني بما جرى.

فقصصت عليه القصّة. وحملي الدراهم من مالي، وما جرى بأسره، وأدّيت إليه رسالته بعينها، فكاد أن يطير غيظا.

وانتهى الكلام، وقد قدّم الطيّار «١» إلى دار الخلافة، فدخل إليه وفي نفسه حديث الهبيري، والغيظ منه، فوقف بحضرة الخليفة، وجرى الكلام.

فقال له الخليفة: قد ألطّ «٢» عامل مصر بالمال، وجنح إلى المدافعة، فاختر رجلا شهما، ننفذه مشرفا عليه، ومطالبا بما مضى.