إلّا قطعه الله تعالى بأقرب الطائعين إليه، فعال الله جلّ ذكره في عباده، ليجعل جنده المنصورين، وأعداءه المقهورين، وليظهر حقّه على يد مستحقّه، ويهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بيّنة، وإنّ الله لسميع عليم، وردّ الله الذين كفروا نعمة مولانا بغيظهم إليه أيده الله، لم ينالوا خيرا، إلّا منه [١٨٦ ط] حرسه الله، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويّا عزيزا، وهنّأ الله مولانا الأمير نعمه عليه، وضاعف قسمه ومنحه إليه، وأصلح به وعلى يديه، وجعل الخير والسعادة واصلين إليه، وكبت عداته وحسدته، وبلّغه في الدين والدنيا أمنيته، ولا ابتزّه ثوب نعمته، وحرس الأمّة بحراسة مهجته، وصرف عين السوء عن دولته، وشدّ قواها بقدرته، فالسعيد من وفّق لخدمته، وحظي بجميل رأيه، والشقيّ من نفر عن حوزته، وخرج عن ظلّه وجملته، والله وليّه والدافع عنه، والذابّ عن الإسلام وأهله ببقائه، والمحسن إليهم بالمدافعة عن حوبائه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.