للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقصصته، فضجّت من ذلك، وقالت: ما [١٩٤ ط] هذا؟

فقلت: بعد هذا لا أخدم غير ربّي، فصار هذا سبب عبادتي.

قال: وخبره [١٦٧ ب] مستفيض، ومنزلته في العبادة مشهورة، وصارت هذه الكلمة عادته، لا يقول في حشو كلامه، وأكثر أوقاته غيرها: يا قديم الإحسان.

قال: وكان يقال: إنّه مجاب الدعوة، وكان الناس يقولون إنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح يده عليه، فسألته عن ذلك، فحدّثني بهذا الحديث، وقال: ما كان سبب عافيتي غيره.

قال: وقال لي: كان لي قراح على شاطىء دجلة، بالمدائن، وكان فيه تلال وأشياء ينبغي أن تستخرج، ويطمّ بها مواضع فيه، فتحتاج إلى رجال كثيرة.

فكنت ليلة فيه، وكانت قمراء، [فاجتاز بي خلق كثير من الفعلة، قد انصرفوا من عمل بثق، فرأوني] «١» فعرفوني.

فقلت لهم: هل لكم أن تكسحوا هذا القراح الليلة، وتسوّوا تلوله بالأرض، وتأخذوا مني كذا وكذا.

فقالوا: نعم، أتحفنا «٢» بالأجرة، فعملوا ذلك، فأصبحنا وقد صار أرضا مستوية.

فقالت العامة: الملائكة أصلحوه، وكذبوا، ما كان غير هذا.