فقلت: بعد هذا لا أخدم غير ربّي، فصار هذا سبب عبادتي.
قال: وخبره [١٦٧ ب] مستفيض، ومنزلته في العبادة مشهورة، وصارت هذه الكلمة عادته، لا يقول في حشو كلامه، وأكثر أوقاته غيرها: يا قديم الإحسان.
قال: وكان يقال: إنّه مجاب الدعوة، وكان الناس يقولون إنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح يده عليه، فسألته عن ذلك، فحدّثني بهذا الحديث، وقال: ما كان سبب عافيتي غيره.
قال: وقال لي: كان لي قراح على شاطىء دجلة، بالمدائن، وكان فيه تلال وأشياء ينبغي أن تستخرج، ويطمّ بها مواضع فيه، فتحتاج إلى رجال كثيرة.
فكنت ليلة فيه، وكانت قمراء، [فاجتاز بي خلق كثير من الفعلة، قد انصرفوا من عمل بثق، فرأوني]«١» فعرفوني.
فقلت لهم: هل لكم أن تكسحوا هذا القراح الليلة، وتسوّوا تلوله بالأرض، وتأخذوا مني كذا وكذا.
فقالوا: نعم، أتحفنا «٢» بالأجرة، فعملوا ذلك، فأصبحنا وقد صار أرضا مستوية.
فقالت العامة: الملائكة أصلحوه، وكذبوا، ما كان غير هذا.