للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقام الأعرابي، وقال: قتلت والله المزنّر، ووليت مكانه، ولي حقّ البشارة، وجعل يرقص، وإسماعيل يسكّنه، فنحن كذلك إذ وقعت الصيحة بخبر الولادة.

فقال: انظروا ما المولود؟ فقالوا: ذكر.

فسرّ إسماعيل بذلك سرورا شديدا، لإصابة العائف في زجره، وترجيّه الوزارة، وهلاك صاعد، ووهب للأعرابيّ شيئا، وصرفه.

فما مضى على هذا إلّا دون شهر، حتى استدعى الموفّق إسماعيل، وقلّده الوزارة، وسلّم إليه صاعدا، [فكان يعذّبه، حتى قتله.

فلمّا سلّم إليه صاعد] «١» ، ذكر حديث الأعرابي، فطلبه، فجاءوا به.

فقال: خبّرني كيف قلت ما قلته ذلك اليوم؟ وليس لك علم بالغيب، ولا هذا ممّا يخرج في نجوم.

فقال: نحن إنّما نتفاءل ونزجر الطير، ونعيف ما نراه، فسألتني أوّلا، لأيّ شيء طلبت؟

فتلمّحت الدار، فوقعت عيني على برّادة «٢» عليها كيزان معلقة في أعلاها، فقلت: حمل.

فقلت لي: أصبت، ثم قلت لي: أذكر أم أنثى؟

فتلمّحت، فرأيت فوق البرّادة عصفورا ذكرا، فقلت: ذكر.

ثم طار الزنبور عليك، وهو مخصّر، والنصارى مخصّرون بالزنانير، والزنبور عدوّ، أراد أن يلسعك، وصاعد نصراني الأصل، وهو عدوّك، فزجرت أنّ الزنبور عدوّك [صاعد] وأنّ الغلام لمّا قتله، إنّك ستقتله.

قال: فوهب له شيئا صالحا، ثم صرفه.