للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يفوتني من الثوب، ففكّرت، والملوك لا بدّ أن يدرّبهم الملك، ويصيّر لهم مزيّة في حيل الرأي في الحوادث التي تطرقهم، ليست لغيرهم، لأنّ أفكارهم صافية من الاهتمام بما يهتم به غيرهم من المعايش، موقوفة على مصالح المملكة، ومداراة الخوارج، أو على الشهوات، قدر ما شغلوا به نفوسهم، وليس يتحصّل لواحد منهم الملك، إلّا لشرفه، ومعنى قد فضل به، وتقدّم من أجله، إما بسعادة تخدمه، أو بفضل في نفسه، فلما رأيت أنّ الثوب يريد «١» أن يفوتني، فكّرت، كيف الحيلة في عدّ النقط، فوقع لي ما رأيت.

فقلت له: أيّها الملك، فائدتي بما سمعته منك، من هذا الكلام، أحب إليّ من فائدتي بما ربحته عليك في ثمن الثوب.

قال: فأجازني بجائزة سنيّة، وأصحبني من آنسني، وخدمني في طريقي، وحمل معي تلك الغنم، إلى أن خرجت من أعماله، فبعتها بمال عظيم «٢» .