للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه المحقّ من المبطل، وقد صارت لي بذلك دربة لا تكاد تخطئ، وقد وقع لي أنّ سماحة هذا بالإقرار، هي عن بليّة، وأمر يبعد عن الحقّ، وليس في ملازمتهما بطلان حقّ، ولعله أن ينكشف لي من أمرهما شيء، أكون معه في الحكم على ثقة، أما رأيت قلّة تغاضبهما في المناظرة؟ وقلّة اختلافهما؟ وسكون جأشهما، مع عظم المال، وما جرت عادة الأحداث بفرط التورّع، حتى يقرّ مثل هذا طوعا، عجلا، بمثل هذا المال.

قال: فبينا نحن كذلك نتحدّث، إذ استؤذن على أبي [٧] خازم، لبعض وجوه تجّار الكرخ، ومياسيرهم، فأذن له، فدخل، وسلّم عليه، وسبّب لكلامه، فأحسن، ثم قال:

قد بليت بابن لي حدث، يتلف مالي في القيان والبلاء، عند مقيّن «١» يعرف بفلان،- وأسماه- فإذا منعته مالي، احتال بحيل تضطرّني إلى غرم له، وإن عذلته عن ذلك، وعدّدت حالي معه، طال، وأقربه اليوم، إنّه قد نصب المقيّن، ليطالبه بألف دينار عينا، ويجعل ذلك دينا حالا، وبلغني أنّه قد تقدّم إلى القاضي، فيطالبه، فيحبس، وأقع مع أمّه في بليّة وتنغيص عيش، إلى أن أؤدّي ذلك عنه إلى المقيّن، فإذا قبضه المقيّن، حاسبه به من الجذور «٢» .

ولما سمعت ذلك، بادرت إلى القاضي لأشرح له الأمر، فيداويه بما يشكره الله تعالى عليه، فجئت، فوجدتهما على الباب.

فحين سمع أبو خازم ذلك، تبسّم، وقال لي: كيف رأيت؟