للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طغج «١» بمصر بعيدا عنها، ورضاه بأن يجعل يأنس عليها، ويحمل إليه الشيء اليسير منها، ففكّرت في جمع جيش، وقصدها، وأخذها، وطرد يأنس، ومدافعة ابن طغج، إن سار إليّ، بجهدي، فإن قدرت على ذلك، وإلّا كنت قد تعجّلت من أموالها، ما تزول به إضاقتي مدّة، ووجدت جمع الجيش لا يمكن إلّا بالمال [١٥] ، وليس لي مال، فقلت: أقصد أخي، وأسأله أن يعاونني بألف رجل من جيشه، يزيح هو علّتهم «٢» ، ويعطيني شيئا من المال، وأخرج بهم، فيكون عملي، زائدا في عمله، وعزّه.

قال: وكانت تأخذني حمّى ربع «٣» ، فرحلت إلى الموصل «٤» على ما بي، ودخلت إلى أخي، وسلّمت عليه.

فقال: ما أقدمك؟

فقلت: أمر أذكره بعد.

فرحّب، وافترقنا.

فراسلته في هذا المعنى، وشرحته له، فأظهر من المنع القبيح، والردّ الشديد، غير قليل.

ثم شافهته، فكان أشدّ امتناعا.