للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفضال، يلقاني في حاجة قد سألته فيها، بمثل هذا؟ شهد الله، لا دخلت له دارا بعدها أبدا.

وأمسكت وجلست لا أتكلم، ثم قمت قبل الوقت الذي كنت أقوم فيه، وعدت إلى منزلي منكسرا مغموما.

فلما كان من الغد، بكّرت، لئلا يجيئني الرجل، بسبب حاجته، فأفتضح عنده، ولم أدخل بيتي إلى وقت المغرب، ثم جئت، فصلّيت، وطرحت، واعتقدت أنّني لا أمضي إليه.

فلما صلّيت العتمة، جاءني خادم لابن أبي عوف، فقال: الشيخ بقرأ عليك السلام، ويقول: لم تأخرت الليلة؟ إن كنت معافى، فتعال، وإن كنت متشكّيا جئناك.

فاستحييت، وقلت: أمضي الليلة، ثم أنقطع.

فحين دخلت إليه، ورآني، مدّ رجله في حجري، فأخذتها، وغمزتها على الرسم.

فقال: أيش عندك «١» [٥٢] من الأخبار؟

فأقبلت أحدّثه، بحديث غثّ، متكلّف، متصنّع، فلم يزل يصبر على ذلك ساعة، ثم قبض رجله، فقمت.

فقال: يا أبا بكر، انظر أيش تحت المصلّى.

وإذا برقعة في قرطاس، فأخذتها، وتقدمت إلى الشمعة، وإذا فيها:

«يا مؤنس، جسرت على قصد دكّان رجل تاجر، يعرف بفلان، وفتحت صندوقه، وأخذت منه عقد جوهر قيمته ألف دينار، وأنا في الدنيا؟ والله، لولا أنّها أول غلطة غلطتها، ما جرى في ذلك مناظرة، اركب بنفسك إلى