فلمّا كان بعد أيّام، استدعاني في نصف نهار، وكان الزمان حارّا، فدخلت دار العامّة التي كنت أصل إليه [٨٦] فيها، فلم أجد فيها كثير أحد، فأدخلت من موضع إلى آخر، حتى أدخلت إليه، وهو جالس في حجرة في غاية الحسن، والسرو، والظرف، والملاحة، وفاخر الآلات، كأنّها من حجر دار الخلافة، ودست طبريّ «١» في نهاية الحسن، والملك جالس فيه، وعليه قميص قصب «٢» في نهاية الخفّة والحسن، وسراويل دبيقيّ «٣» ، بتقطيع بغدادي «٤» ، وعلى مسورته «٥» رداء قصب «٦» فاخر جدا، وبين يديه آلات ذهب، وفضّة، وصياغات كثيرة عراقيّة، كلها حسنة، مملوءة بالكافور «٧» والماورد، والعنبر «٨» ، والندّ «٩» ، والتماثيل «١٠» .