للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: نعم.

فخرجا، وعاد الطبيب من غد، ومعه من الجراد شيء، وحشيشة.

قالوا له: ما هذا؟

فقال: صادفت الجراد الذي يصيده هذا الرجل، يرعى في صحراء جميع نباتها حشيشة يقال لها: مازريون «١» ، وهي من دواء الاستسقاء «٢» ، وإذا دفع إلى العليل منها وزن درهم، أسهله إسهالا يزيل الاستسقاء، ولكن لا يؤمن أن ينضبط، ولا يقف، فيقتله بالذرب، فالعلاج بها خطر جدا، وهي مذكورة في الكتب، ولفرط غررها «٣» ، لا يكاد أن يصفها الطبّ، فلما وقع الجراد على هذه الحشيشة، وأنضجتها معدته، ثم طبخ الجراد، فضعف فعلها، بطبخين اجتمعا عليها، وقصر، وتناولها هذا، وقد تعدّلت بمقدار ما أبرأته، ولم تدفع طبعه دفعا لا ينقطع، فبرأ.