(وَ) الصنف الثالث: (العَامِلونَ عَلَيْهَا): وهم كل من يحتاج إليه في أمر الزكاة؛ كالجباة والحفاظ والرعاة ونحوهم.
- فرع: يعطى العامل عليها قدر أجرته ولو كان غنياً؛ لحديث عمر رضي الله عنه قال: عملت على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعَمَّلَنِي، وقال لي:«إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَ، فَكُلْ وَتَصَدَّقْ»[البخاري: ٧١٦٣، ومسلم: ١٠٤٥]، وعمر لم يكن فقيراً، ولأننا نعطيه من أجل عمله، لا من أجل حاجته.
(وَ) الصنف الرابع: (المُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ) جمع مؤلف، وهو السيد المطاع في عشيرته.
- فرع: المؤلفة قلوبهم على قسمين:
الأول: الكفار: وهم من يُرجى بعطيتهم أحد أمرين:
١ - إسلامُه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى صفوان بن أمية تأليفاً لقلبه، قال صفوان رضي الله عنه:«وَالله لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ»[مسلم: ٢٣١٣].
٢ - كفُّ شره وشر غيره؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«هُمْ قَوْمٌ كَانُوا يَأْتُونَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَسْلَمُوا، وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْضَخُ لَهُمْ مِنَ الصَّدَقَاتِ، فَإِذَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الصَّدَقَاتِ فَأَصَابُوا مِنْهَا خَيْرًا قَالُوا: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، عَابُوهُ وَتَرَكُوهُ»[تفسير الطبري: ١٦٨٤٥]، ولما في