للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإنى تمرغت بالتراب، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثته، فضحك، وقال: "إِذْ كانَ الصَّعِيدُ لَكَافِيكَ"، وضرب بكفيه الأرْض، ثُمَّ نفخ فيهِما، ثُمَّ مسح وجهه وبعْض ذراعيْه، فقال: اتق الله يا عمار! فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ شئت لم أذكره ما حييت، فقَال: لَا، ولكن نوليك من ذلك ما توليت.


= أخرجه أبو داود [٣٢٦]، والنسائى [٣١٢]، والبيهقى في "سننه" [٥٩٠]، وأحمد [٤/ ٢٦٥]، والشاشى في "مسند" [رقم ٩٥٧]، وابن الجارود [عقب رقم ١٢٥] وغيرهم، من طرق عن شعبة به ... قال أبو زرعة الرازى كما في "العلل" [رقم ٢]: "حديث شعبة أشبه" وخالفه صاحبه أبو حاتم، ومال إلى ترجيح حديث الثورى فقال كما في "العلل" [رقم ٣٤]،: "الثورى أحفظ من شعبة".
والذى يظهر لى: هو عدم ترجيح أحدهما على الآخر، بل هما محفوظان عندى، وسلمة بن كهيل قد سمع ذر بن عبد الله. وكذا سمع أبا مالك الغفارى، فحمل ذلك على التعدد أولى من تخطئة جبال الحفظ بمجرد المخالفة.
ولشعبة فيه شيخ آخر، فرواه عن الحكم بن عتيبة عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه به .. كما هو الحديث الآتى.
ثم جاء الأعمش ورواه عن سلمة بن كهيل، لكن اختلف فيه على الأعمش على ألوان، فتارة يرويه عنه بعضهم عن سلمة عن عبد الرحمن بن أبزى به ... وتارة يرويه عنه آخر عن سلمة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه ... وتارة يقول غير ذلك، وقد اختلف في هذا الحديث على وجوه أخر قد استوفيناها في كتابنا "غرس الأشجار" وأكثرها محفوظ.
• تنبيه مهم: قد اضطرب سلمة بن كهيل في بعض ألفاظ هذا الحديث، فتارة يذكر فيه مسح الكفين فقط، وهذا هو المحفوظ، وتارة يذكر مسح بعض الذراعين، كما هنا. وتارة يذكر مسح اليدين إلى أنصاف الذراعين، فيقول: (ثم مسح وجهه والذراعين إلى نصف الساعد ولم يبلغ المرفقين) وتارة يذكر مسح اليدين إلى المرفقين جميعًا، وتارة يشك ويتردد.
وعند النسائي [٣١٩] وغيره: "قال شبعة: كان - يعنى سلمة بن كهيل - يقول: الكفين والوجه والذراعين، فقال له منصور: ما تقول؟! فإنه لا يذكر الذراعين أحد غيرك، فشك سلمة، فقال: لا أدرى ذكر الذراعين أم لا؟! ".
والمحفوظ من كل هذا: إنما هو مسح الكفين فقط، لكن رواه بعضهم عن ابن أبزى وذكر فيه المسح إلى المرفقين، وشرح ذلك تجده في "غرس الأشجار" يسره الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>