ولفظ أحمد بعد أن ساقه مثل سياق المؤلف: "قال شعبة: كان قتادة يذكر هذا الحديث في قصصه عن أنس بن مالك قال: نزلت هذه الآية لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديبية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح] ثم يقول: قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هنيئًا لك ... هذا الحديث ... قال: فظننت أنه كله عن أنس، فأتيت الكوفة فحدثت عن قتادة عن أنس، ثم رجعت فلقيت قتادة بواسط؛ فإذا هو يقول: أوله عن أنس، وآخره عن عكرمة، قال: فأتيتهم بالكوفة فأخبرتهم بذلك". قلتُ: فظهر بهذا: أن أول الحديث موصول عن أنس وهو تلك الجملة فقط: (نزلت هذه الآية على النبي - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)} مرجعه من الحديبية) ونحوها. وأما سائر الحديث فهو من رواية قتادة عن عكرمة به مرسلًا، ولهذا كان شعبة يرويه أحيانًا عن قتادة عن أنس بتلك الجملة الأولى من الحديث فقط، كما تراه عند البخارى أرضًا [٤٥٥٤]، وأحمد [٣/ ٢٧٥]، والمؤلف [برقم ٣٢٥٣]، وابن أبى شيبة [٣٦٨٣٨]، والنسائى في "الكبرى" [١١٤٩٨]، وابن سعد في "الطبقات" [٣/ ١٠٤]، والبيهقى في "الدلائل" [رقم ١٥٠١]، وأبى عوانة [رقم ٥٤٧٧، ٥٤٧٩، ٥٤٨١]، والطحاوى في "المشكل" [١٠/ ٤٩]. وهكذا توبع شعبة على تلك الجملة في أوله عن قتادة: تابعه أبو جعفر الرازى عند ابن أبى شيبة [٣٦٨٧٣]. =