للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= و [٨/ رقم ٨٢٢٥]، وابن سعد في "الطبقات" [١/ ٤٤٧]، من طريقين عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة به.
قلتُ: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم؛ وعبد الوهاب صدوق متماسك؛ وهو ممن سمع من سعيد قديمًا، وكان صاحبه وارايته، لكن في "علل ابن أبى حاتم" [رقم ٢٤٧٦]، قال: "سألت أبى عن حديث رواه عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحرى"، وعن حديث رواه عبد الوهاب عن حميد عن أنس مثله، وزاد فيه: "ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة" قال أبى: هذان الحديثان منكران".
قلتُ: وهذا من شوارد الغرائب، وغرائب الشوارد، وقد نُسلِّم لأبى حاتم نكارة رواية عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن أنس، فقد قال الطبراني عقب رواية هذا الطريق: (لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد؛ تفرد به عبد الوهاب بن عطاء).
وقد مضى أن عبد الوهاب هذا صدوق من رجال مسلم؛ وكان سماعه من سعيد قديمًا قبل اختلاطه، وظاهر طريقه على شرط مسلم كما سبق؛ ولكن لا بأس إن سايرنا أبا حاتم في حكمه على هذا الطريق بالنكارة، ولكن على مضض، فنقول: لعل عبد الوهاب قد أخطأ فيه، أو شبه له، وأبو حاتم كثيرًا ما يجزم بنكارة أو بطلان حديث ما؛ ويكون مراده من ذلك طريقًا مخصوصًا ورد به هذا الحديث؛ فيمكن أيضًا اعتبار ذلك في رواية عبد الوهاب هنا.
أما حُكْمه بالنكارة على الرواية الأخرى، وهى طريق عبد الوهاب [هو ابن عطاء أو الثقفى، والثانى أقرب، عن حميد عن أنس به ... أيضًا، فذاك مما خولف فيه أبو حاتم البتة، وقد مضى احتجاج الشيخين بهذا الطريق في إدراج هذا الحديث في "صحيحيهما"، وله طرق كثيرة عن حميد به ...
فلا أدرى أين تكمن النكارة التى عناها أبو حاتم فيه، لعلها لعنعنة حميد عن أنس، فإنى لم أجده صرح بالسماع في شئ من طرقه عنه؛ فقد يكون أبو حاتم يرى أن حميدًا قد أخذ هذا الحديث من غير ثقة، عن أنس؛ فدلسه وجوّد إسناده، وهذا على علاته معارض بتصحيح الشيخين له، وأيضًا فهذا الحديث قد رواه يحيى القطان عن حميد الطويل عند أحمد [٣/ ١٨٢]، والقطان لا يروى عن شوخه المدلسين إلا ما كان مسموعًا لهم كما صرح بذلك الإسماعيلى ... وعنه الحافظ في "الفتح" [١/ ٣٠٩]. فالله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>