قال الدارقطنى: "لم يروه عن حميد غير سلام هذا؛ وهو سلام الطويل، وهو ضعيف الحديث" وقال ابن الجوزى: "لم يروه عن حميد غير سلام الطويل، قال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه، وقال النسائي والدارقطنى: متروك، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب". قلتُ: وقال ابن حبان في ترجمته من "المجروحين": "يروى عن الثقات الموضوعات؛ كأنه المتعمد لها، وهو الذي روى عن حميد عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت للنفساء أربعين يومًا، .. " وكذا أنكره عليه ابن عدى، وساق الحديث في ترجمته من "الكامل" ثم قال في ختامها: (وعامة ما يرويه عمن يرويه عن الضعفاء والثقات، لا يتابعه أحد عليه). وقال الشمس بن عبد الهادى في "التنقيح" [١/ ١٦٩]: "روى ابن ماجه لسلام هذا الحديث الواحد" وقد أشار البيهقى إلى هذا الحديث في "سننه" [١/ ٣٤٣] ثم أعله بسلام الطويل، وسلام هذا ساقط الحديث عندهم، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله"، ويقال له: (سلام بن سليم) أو: (ابن سلم) أو (ابن سليمان) المدائنى السعدى. وقد وقع للبوصيرى وهم قبيح في "مصباح الزجاجة" فإنه ظن (سلام بن سليم) هذا: هو أبا الأحوص الحنفى الكوفى الثقة المشهور، فقال متسرعًا من غير تحقيق: (هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، ... ) وليس كما قال، وإنما خدعه ما وقع في سند ابن ماجه: (حدّثنا عبد الله بن سعيد - هو الأشج - حدثنا المحاربى عن سلام بن سليم أو سلم، شك أبو الحسن، وأظنه هو أبو الأحوص، عن حميد أنس ... ). فقول القائل: "شك أبو الحسن؛ وأظنه هو أبو الأحوص" ظن منه هو الآخر: تابعه عليه البوصيرى كما مضى، وأبو الحسن هذا: هو الحافظ على بن إبراهيم بن سلمة المعروف=