للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وهو كما قال؛ لكن وقع خطأ في سند ابن أبى شيبة لا بد من التنبيه عليه هنا، فعنده في "المصنف" قال: "حدّثنا أبو خالد الأحمر عن شعبة عن قتادة عن حميد عن أنس به ... "، هكذا، وهو غلط من الناسخ أو الطابع، فقد رواه مسلم وأحمد والقطيعى من طريق ابن أبى شيبة عن أبى خالد عن حميد وشعبة عن قتادة عن أنس به ... هذا سياق أحمد ومن طريقه القطيعى؛ وسياق مسلم (عن أبى خالد عن شعبة عن قتادة وحميد عن أنس بن مالك به ... ) فسياق أحمد ومن طريقه القطيعى يفهم منه أن حميدًا يرويه عن قتادة عن أنس، هكذا عكس ما وقع في (مطبوعة ابن أبى شيبة).
أما سياق مسلم فهو مضبوط مستقيم على شئ فيه، فظاهره أن حميدًا تابع قتادة على روايته عن أنس به .. وهذ هو الصواب؛ لكنه أوهم أن شعبة هو راويه عن حميد الطويل به ... وليس كذلك؛ فقد نقل النووى في "شرحه على مسلم" [١٣/ ٢٣]، عن أبى عليّ الغسانى الحافظ أنه قال: (ظاهر هذا الإسناد: أن شعبة يرويه عن قتادة وحميد جميعًا عن أنس، وصوابه أن أبا خالد يرويه عن حميد عن أنس، ويرويه أبو خالد أيضًا عن شعبة عن قتادة عن أنس، وهكذا قاله عبد الغنى بن سعيد).
ثم نقل النووى عن القاضى عياض أنه قال: "فيكون حميد معطوفًا على شعبة لا على قتادة! وقد ذكره ابن أبى شيبة في "كتابه" عن أبى خالد عن حميد وشعبة عن قتادة عن أنس" قال عياض: "فبيَّنه، وإن كان فيه أيضًا إيهام؛ فإن ظاهره أن حميدًا يرويه عن قتادة، وليس المراد كذلك؛ بل المراد أن حميدًا يرويه عن أنس كما سبق".
قلتُ: الحجة في هذا والاحتكام إنما يكون إلى نص سياق ابن أبى شيبة ليس في "مصنفه"، فإن ثبت ما قاله عياض من أنه في "المصنف": (عن أبى خالد عن حميد وشعبة عن قتادة عن أنس .... ) فيكون ذلك هو المعتمد أن يحمل عليه ظاهر سياق مسلم لسنده من طريق ابن أبى شيبة، ويكون حميد الطويل قد سمعه عن أنس بواسطة قتادة، ثم قابل أنسًا فحدثه به ... ؛ فقد صرح حميد بسماعه أنسًا عند البخارى، وإن صح ما قاله أبو على الغسانى، نقلًا عن عبد الغنى بن سعيد الحافظ: من كون أبى خالد يرويه عن حميد الطويل عن أنس به ....
ويرويه أيضًا عن شعبة عن قتادة عن أنس به .. ، فيكون الوهم ممن حمله عن ابن أبى شيبة على غير هذا السياق، أو أوهم غير ذلك، وسياق مسلم لسنده قابل لحمله على ما قاله عبد الغنى=

<<  <  ج: ص:  >  >>