قلت: قد كان يصح قول الإسماعيلى وغيره لولا أن حميد الطويل قد صرح بسماعه أنسًا من رواية زهير بن معاوية عنه عند البخارى [٢٦٨٣]، - ولفظه مختصر - وكذلك صرح بالسماع أيضًا من رواية معتمر بن سليمان عنه عند الإسماعيلى في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" [٢/ ٢٤٥]، وتصريح حميد بالسماع هو الذي اعتذر به الحافظ عن البخارى في "الفتح" [٦/ ٤٧]، فقال: "وإنما قال ذلك - يعنى البخارى من ترجيحه الوجه الأول عن حميد - لتصريح حميد بتحديث أنس له كما تراه من رواية زهير، وكذلك قال معتمر" ثم قال الحافظ:، "ولا مانع من أن يكونا - يعنى الوجهين الماضيين - محفوظين؛ فلعل حميدًا سمعه من موسى عن أبيه ثم لقى أنسًا؛ فحدثه به، أو سمعه من أنس فثبته فيه ابنه موسى؛ ويؤيد ذلك: أن سياق حماد عن حميد أتم من سياق زهير ومن وافقه عن حميد ... ". ثم ساق رواية حماد عن حميد من طريق أبى داود في "سننه" ومثله ما قاله الحافظ في "التغليق" وتبعه عليه البدر العينى في "العمدة" [١٤/ ١٣٣]، وهو كلام حسن مقبول؛ وقد اختلف في سنده على حماد بن سلمة، فرواه عنه عفان بن مسلم والتبوذكى وعبد الواحد بن غياث ثلاثتهم عنه عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه به ... وخالفهم أبو كامل، فرواه عن حماد فقال: عن موسى بن أنس عن أبيه به ... ، وأسقط منه ذكر: (حميد)، هكذا أخرجه أحمد [٣/ ١٦٠]، ثنا أبو كامل به ... قلتُ: كأن أبا كامل لم يحفظه عن حماد، فقصَّر فيه كما ترى، والمحفوظ هو قول الجماعة عن حماد كما مضى؛ وقد توبع حماد على هذا الوجه المحفوظ: تابعه عليه يزيد بن هارون عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه به .. عند أبى عوانة [برقم ٦٠٢٦].