للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= نفسه فيما لا يحسن، وفى "المداوى للعل المناوى" أنماط كثيرة لتخبطات المناوى في الكلام على الأسانيد والرجال، فالله المستعان.
أما صاحب "المستدرك" فهو في واد آخر، فإنه قال عقب روايته: "حديث أبى هريرة صحيح على شرط مسلم" كذا، ما كفاه تصحيح سنده، حتى جعله على شرط مسلم، و"معدى بن سليمان" مع ضعفه: ليس من رجال مسلم ولا في غمرات الأحلام، إنما أخرج له الترمذى وابن ماجه وحسب.
وقد قال الترمذى عقب رواية الحديث في الموضع الأول: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وقال في الموضع الثاني: "حديث أبى هريرة صحيح، وقد روى من غير وجه عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قلتُ: وهو كما قال إن شاء؛ فللحديث طرق أخرى عن أبى هريرة به مفرقًا: فيشهد للفقرة الأولى: طريق آخر:
١ - يرويه أبو الشيخ في "الطبقات" [٣/ ١٠٦ - ١٠٧]، من طريق أبى بكر محمد بن عيسى الطرسوسى عن قالون المدني القارئ عن محمد بن جعفر - وهو ابن أبى كثير - عن سُمَيّ - وهو القرشى المدني - عن أبى صالح عن أبى هريرة مرفوعًا: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله؛ فلا تخفروا الله في جواره حتى يمسى؛ ومن صلى المغرب فهو في ذمة الله حتى يصبح، فلا تخفروا الله في ذمته).
قلتُ: وهذا إسناد غريب جدًّا من هذا الوجه، وأبو بكر الطرسوسى: حافظ معروف؛ إلا أنه مختلف في حاله، فذكره ابن حبان في "الثقات" [٩/ ١٥١ - ١٥٢]، وقال: "يخطئ كثيرًا" وأورده ابن عدى في "الكامل" [٦/ ٢٨٣]، وقال: "عامة ما يرويه: لا يتابعونه عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث" وهو من رجال "الميزان" [٣/ ٦٧٩].
* والحاصل: أنه ليس بعمدة، ولا أرتضى قول ابن عدى فيه، فقد وصفه الحاكم بالفهم والتثبت وأثنى عليه، فالأشبه: هو ما ذكره ابن حبان بشأنه.
ثم إن لهذا الشطر من الحديث: شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به نحوه. . . مضى منها حديث جندب بن عبد الله [برقم ١٥٢٦]، وحديث أنس [برقم ٤١٠٧، ٤١٢٠]، فراجع كلامنا هناك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>