للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٥٣ - حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، حدّثنا معدى، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال: من أذن بجنازةٍ فانصرف عنها إلى أهله كان له قيراطٌ، فإذا شيعها كان له قيراطٌ، فإذا صلى عليها كان له قيراطٌ، فإذا جلس حتى يقضى قضاؤها كان له قيراطٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْقِيرَاطُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ، أَوْ أَعْظَمُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ".


= وأما شطر الحديث الثاني: فله طريق آخر وشواهد ثابتة به نحوه. . . دون قوله: (له ذمة الله، وذمة رسوله، فقد خفر ذمة الله - عز وجل -)، فهو ضعيف بهذا التمام، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار وبتخريج منتقى الأخبار".
٦٤٥٣ - منكر بهذا السياق: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" [٣/ ٤٠ - ٤١]، والبزار في "مسنده" [١/ رقم ٨٢٣/ كشف الأستار]، ومسلم في "التمييز" [رقم ٨٣]، والذهبى في "سير النبلاء" [١١/ ٩ - ١٠]، وغيرهم من طرق عن معدى بن سليمان عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة به نحوه. . . ولفظ ابن حبان: (من أوذن بجنازة فأتى أهلها، فعزاهم، كتب له قيراط؛ فإن شيعها: كتب له قيراطان، فإن صلى عليها، كتب له ثلاثة قراريط؛ فإن انتظر دفنها: كتب له أربع قراريط، والقيراط مثل أحد) ولفظ البزار: (من أتى جنازة في أهلها فله قيراط، فإن اتبعها، فله قيراط، فإن انتظرها حتى تدفن فله قيراط) ونحوه عند الذهبى إلا أنه زاد عليه: (ومن صلى عليها: فله قيراط) ولفظ مسلم في أوله: مثل لفظ البزار.
قال البزار: "لا نعلم رواه إلا معدى".
قلتُ: وهو شيخ ضعف منكر الحديث، وقد مضى شرح حاله قريبًا عند الحديث [رقم ٦٤٥٠]، وبه أعله الحافظ في "التلخيص" [٢/ ١٣٥]، فقال: "ومعدى: فيه مقال" أما صاحبه الهيثمى: فإنه أغرب جدًّا وقال في "المجمع" [٣/ ١٣٣]: "رواه البزار، وفيه معدى بن سليمان، وصحح له الترمذى، ووثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أبو زرعة والنسائى، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلتُ: يا لله! والهيثمى من أين له توثيق أبى حاتم وغيره لهذا الشيخ؟! ولم يقل عنه أبو حاتم إلا قوله: (شيخ)، أمثل هذا يعده الهيثمى توثيقًا؟! ثم من غير أبى حاتم قد وثق هذا الشيخ كما جازف الهيثمى؟! لن تجده ولا في المنام، فانظر لدعاوى الهيثمى التى لن يستطيع إقامة البرهان على بعضها، حتى وإن ركب الجرة، وكم له من مجازفات وتخبطات لا تطاق في كتبه وتواليف؟! سامحه الله على تلك العجلة وترك التروى.

<<  <  ج: ص:  >  >>