ثم قال: "فأما حديث معدى بن سليمان في روايته من ذكر أربعة قراريط، فلم يواطأ عليه من وجه من الوجوه المعروفة، وخولف في إسناده عن ابن عجلان. . .". قلتُ: ثم أخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحه" كما في "الفتح" [٣/ ١٩٦]، من طريق ابن عجلان عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة. قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن ابن عجلان بلا ريب؛ وقد توبع عليه ابن عجلان على هذا الوجه: تابعه ابن أبى ذئب وعبد الرحمن بن إسحاق وأبو معشر وغيرهم عن المقبرى عن أبى هريرة مرفوعًا: (من شهد الجنازة حتى يصلى فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان، قيل: وما القيراطان؟! قال: مثل الجبلين العظيمين) وهذا. لفظ رواية ابن أبى ذئب عند البخارى [١٢٦١]. وللحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة به نحو هذا السياق المحفوظ: مضى منها بعضها: [برقم ٦١٨٨] ومنها: ما رواه داود بن الزبرقان عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن أبى هريرة مرفوعًا: (من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظر حتى تدفن فله قيراطان، القيراط مثل أحد) أخرجه المؤلف في الآتى [برقم ٦٦٤٠]، من طريق زكريا بن يحيى الواسطى عن داود به. قلتُ: وداود بن الزبرقان: ساقط الحديث جدًّا، بل كذبه بعضهم، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه؛ إلا أنه لم ينفرد به عن داود بن أبى هند: تابعه مسلمة بن علقمة على نحو اللفظ الماضى في سياق أتم: عند النسائي [١٩٩٧]، والطبرانى في "الأوسط" [٢/ رقم ٢١٣٣]، من طريقين عن مسلمة به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبى هند إلا مسلمة بن علقمة". =