للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٥٠/ طبعة مكتبة الشافعي]: "قال الحاكم: "صحيح" ورد عليه".
وللحديث: طريق آخر يرويه حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار البصرى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (مَرَّ بى جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم، أبيض الفؤاد) أخرجه الحاكم [٣/ ٢٣٤]، من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
قلتُ: وزعم الإمام في "الصحيحة" [رقم ١٢٢٦]، أن الذهبى وافقه على تلك المجازفة، ثم قال الإمام: (وهو كما قالا).
وقبله صححه الحافظ في "الفتح" [٧/ ٧٦]، على شرط مسلم أيضًا، وتبعه عليه البدر العينى في "عمدة القارى" [١٦/ ٢٢٠].
وكل ذلك: غفلة عن كون مسلم لم يحتج بتلك الترجمة قط، فما أخرج لحماد بن سلمة عن ابن المختار، ولا لابن المختار عن ابن سيرين، هلا قالوا: (رجاله رجال مسلم) وسكتوا؟! ثم هو معلول جدًّا من هذا الوجه، فقد خولف فيه حماد بن سلمة، خالفه سميه حماد بن زيد، فرواه عن عبد الله بن المختار به نحو معضلًا، ليس فيه (ابن سيرين) ولا (أبو هريرة) هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "الهواتف" [رقم ١١]، وابن سعد في "الطبقات" [٤/ ٣٩]، من طرق عن حماد بن زيد به.
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن ابن المختار إن شاء الله؛ وحماد بن زيد أثبت من حماد بن سلمة عندهم، ما يتردد في ذلك عارف، وابن سلمة: وإن كان شيخ الإسلام؛ إلا أن حفظه قد تغير قليلًا بأخرة، ولذا تحاشى البخارى إخراج حديثه، وقد غلط الحافظ غلطًا آخر، فإنه عزا الحديث - من هذا الوجه - للترمذى أيضًا، وليس هو عنده البتة من هذا الطريق ولا هذا السياق، إنما أخرجه على الوجه الأول من طريق عبد الله بن جعفر عن العلاء بإسناده به. . . كما مضى.
وفى الباب: عن جماعة من الصحابة بأسانيد تالفة ومنكرة، وقد ورد من مرسل سالم بن أبى الجعد: عند الطبراني في "الكبير" [٢/ رقم ١٤٧٣] و [رقم ١٤٦٨]، وفيه عنعنة الأعمش مع=

<<  <  ج: ص:  >  >>