كتب الدكتور عبد العزيز المقالح، مقالا في عدد شهر جمادى الآخرة سنة ١٤٠٢ (إبريل سنة ١٩٨٢)، بعنوان "دفاع عن العقل والضمير العربيين: طه حسين، والشك على الطريقة الأزهرية"، وهو يفتتح هذه المقالة، بأنها تحية للدكتور طه في ذكراه الثامنة، وأنها ليست دفاعا عنه ضد الاتهامات الباطلة الكثيرة، ولا دفاعا عن صمت تلاميذه المنتشرين على طول الساحة العربية إزاء هذا الهجوم، ولكنها محاولة متواضعة للدفاع عن العقل العربي والضمير العربي، وعن بوادر النهضة الفكرية والثقافية، وعن ذلك الرجاء الذي كاد يقترب ثم ابتعد، ويوشك الآن على الانطفاء! هذا نص مقدمته. وهذا كلام حسن، ونية أحسن من الكلام. (ص ٥٤ من مجلة العربي).
ولكنه لم يكد يتجاوز هذه المقدمات حتى قال (ص: ٥٥ من المجلة) ما يأتي:
"ومن بين الاتهامات المبالغ فيها، والمسئول عنها طه حسين التهمة الثقيلة التالية:(إذا كان هناك تخريب في الثقافة المصرية، فإن المسئول عن هذا التخريب هو طه حسين؛ لأن تشككه في الثقافة العربية، قد أحدث نوعا من التفريغ في العقل العربي) "، فوضع الدكتور المقالح هذا الاتهام بين قوسين، ومعنى ذلك عند كل قارئ أنه كلام منقول بنصه، أو على الأقل تلخيص أمين لكلام مكتوب منشور، قرأه الأستاذ الدكتور ولخصه بأمانة. هذا واضح فيما أظن، ولا يختلف عليه أحد. ثم قال بعقب هذا الكلام المحفوف بالقوسين:
"الذي أطلق دخان هذه التهمة، أستاذ جليل، وباحث يحترم قراءه، ويحترمه قراؤه، وهو الأستاذ محمود محمد شاكر. وهي تهمة تعطى لطه حسين من التأثير السلبى والخطورة السلبية، أكثر مما تعطه للاستعمار والصهيونية وقوى التخريب المختلفة. وهي تمنح ذلك الشيخ الضرير قدرة خارقة لم تكن عفاريت الأساطير في القصص القديمة تمتلك بعضا منها، وفي تقديرى أن مثل هذه المبالغات في إلقاء التهم، وفي هدم الحسنات والسيئات معا، هي التي تشكل