للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أساس من القوة، ومن العجب أن هذا الاجتماع لم يحدث فيه اختلاف ما على فكرة واحدة مما عرض، مع أن هذا الاجتماع قد طال أكثر من ثلاث ساعات لا فترة بينها، ثم افترقنا على موعد من الأستاذ الخضر، لمهلة يضع فيها نص القانون الأساسى للجمعية، وبلاغ ينشر في جمهور المسلمين. فلما اجتمعنا في المرة التالية اطلعنا على ما وضع الأستاذ الخضر، وحددنا موعدا للاجتماع في المنزل رقم ٣٠ بغيط العدة، من باب الخلق، يتسع لعدد كثير من المدعوين من أفاضل الرجال.

" الاجتماع الثاني والثالث"

كان هذا الاجتماع كما ذكرنا بغيط العدة، لعرض القانون مرة ثانية على المدعوين من الشباب والشيوخ، الذين توافدوا بإخلاص وشوق لتشييد البناء الأول للعمل الإنساني العظيم الذي دعوا إليه. ففي هذا الاجتماع خطب الأستاذ الخضر ومحب الدين الخطيب، ثم كاتب هذه السطور، وكانت أقوالهم جميعا في بسط أغراض الجمعية، ومناشدة الحاضرين إلى توسيع أمر الدعوة، ولذلك كان الاجتماع الثالث في هذا المكان نفسه حافلا بأفاضل الرجال والشيوخ والشباب، حتى إن المكان ضاق بهم، وكان من خطباء تلك الليلة المرحوم الأستاذ الشيخ عبد العزيز جاويش، والأستاذ الخضر، ثم الأستاذ الههياوى. ومما حدث في هذا الاجتماع وعددناه توفيقا وبركة قيام رجل إيطالى موظف بالمحكمة المختلطة، خطب خطبة بالغة، أثارت الناس، وأحيت في نفوسهم أملا قويا، وعزما صادقا. وفي هذا الاجتماع أُقرت الصورة النهائية للقانون، ووضعت الخطة الأخيرة، وانتخب الاثنا عشر الدعاة إلى مقابلة الدكتور عبد الحميد سعيد، وعرض الأمر عليه لأن آراء القائمين بتأسيس الجمعية أجمعت على انتخابه رئيسا، لمزايا متعددة اجتمعت فيه، وحدد ميعاد للذين اشتركوا في الجمعية، أن يجتمعوا في يوم ١٥ جمادى الثانية سنة ١٣٤٦، بدار الكوزمجراف، بشارع عماد الدين، لانتخاب مجلس الإدارة.