لم يزل هذا القلب يكلفني من عواطفه يومًا بعد يومٍ، ويطالبنى أن أجزى عن كل إحسان بما يعجزنى ويعجزه. وحين أصدرت العدد الأول من "العصور" تجلت له عواطف أصحابه وأحبابه، وأشرق عليه من بشرهم وترحيبهم ما لا وفاء لي ولا له ببعض مثله. ومن حيانى سرًّا فأنا أرد تحيته هنا علانية، ومن قدّم إلى من معروفه علانية، فأنا أحفظ له الشكر في نفسي ما بقيت. وأخصّ في هذا المكان أستاذى الأول ومرشدى وصديقي الأستاذ محب الدين الخطيب صاحب المكتبة السلفية ومجلة الفتح، وأستاذى وصديقي الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب الرسالة والرواية، أخصهما بكل ما أملك من هذه الدنيا التي يتنازع عليها الطغاة البغاة. . .
أخصهما بقلبي وإن قلّ.
(*) مجلة العصور العدد الثاني، ٩ ديسمبر ١٩٣٨، ص: ٤٤.