والمحبة من قلوب العرب، وتريد أن تقف هذا الموقف لأنها تريد أن تخدع مصر والسودان، وتخدع سورية ولبنان، وتخدع العراق والباكستان، وتخدع كل ناطق باللسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها. ولكننا لن ننخدع مرة أخرى أيها الشهيد الذي استحل دم الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها.
هذه بريطانيا، وأما أمريكا، فقد طالما ذهبت فى الدفاع عن الحرية مذهبًا كريمًا، ولكن ذلك شئ كان ثم انقضى، فأمريكا اليوم دولة تصرفها الأحقاد الكثيرة، وعلى رأس هذه الأحقاد إصرارها على التعصب البغيض إصرارًا لا هوادة فيه، حتى فى قلب بلادها. ثم يلي ذلك تحكم اليهود وتسلطهم على رؤوس أموالها، وعلى شركاتها، وعلى مجتمعها، وعلى رجال سياستها. فالشعب الأمريكى اليوم أُلعوبة تلهو بها الصهيونية اليهودية وترفعها وتخفضها كما تشاء، ولسنا نحن الذين نقول هذا، بل هذا ما تقوله فئات من الأحرار الأمريكيين أنفسهم، ولكن هؤلاء الأحرار لا حول لهم ولا طَوْل، لأن كل شيء هناك فى قبضة اليهود، ولأن رئيس الولايات المتحدة، أيًّا كان هذا الرئيس، لا يكاد يصل إلى كرسي الرئاسة إذا خذلته اليهود وأعرضت عنه في الانتخابات، فهو بالاضطرار يدور حيثما داروا به حتى يصير رئيسًا للولايات المتحدة، فإذا صار رئيسًا، فهو في قبضة اليهود أيضا طمعًا وخوفا واضطرارا. وتظن أمريكا، أو يظن ساستها، أنهم إذا ناصروا إنشاء الوطن اليهودي، أو الدولة اليهودية، فهم بذلك سوف يخلصون من قبضة هذا الوحش اليهودي، وأنهم يومئذ قادرون على أن يطردوه من بلادهم ويقولون له: هذه بلادك فاذهب إليها. وهذا تسويل من شياطين اليهود، وباطل من أباطيلهم يدندنون به في آذان هؤلاء الساسة، فاليهود يريدون أن ينشئوا الدولة اليهودية، لا ليسكنوها ويتركوا البلاد التي أكرمتهم وأضافتهم وخلطتهم بأنفسها، كلا بل يريدون بهذه الدولة أن يسيطروا على قلب العالم، وهو الشرق الأوسط، وأن يحتفظوا بسيطرتهم في سائر بلاد الله كما هي، ليكون لهم السلطان في الأرض، والغلبة على الأمم جميعًا مسلمها ونصرانيها، فكلاهما عدو لها، وهي تحمل لهما جميعًا عداوة لا تفتر ولا تموت. والذين يستنكرون