الدكتور ضيف لم يعط هذا الأمر حقه من النظر والتدبر. ولست فيما أظن أيضًا مكلفًا بشرح أصول هذه الفنون لكل امرئ لم يطلع عليها أو لم يعرفها حق المعرفة، إلا أن يسأل سؤالًا منزهًا عن مواضع اللجاجة في الانتصار لفلان أو فلان.
والرابعة أنه تسرَّع في ذكر أشياء نعفيه من نقدها، لأنها تطول وشرحها يطول أيضًا. ولكني على ثقة من أن الدكتور طه يعرفها كما أعرفها، وتبين موضع الغمز فيها.
ومهما يكن من شيء، فإني كتبت ما كتبت عن "الفتنة الكبرى" ولم أتممه بعد، ولعل الأستاذ لو صبر قليلا لرأي ما يرضيه أو يقنعه. أما العجلة فلا تأتيه بشيء إلا تراكب الخطأ على الخطأ، ونحن إنما نكتب لنزيل الأخطاء لا لنراكمها بعضها على بعض.
وليعذرني الأستاذ إذا رأى أني لم أبين له البيان الشافي في مسألة الرواية في التاريخ والحديث والتفسير، وكيف تكون وما شروطها، وما ينبغي أن ينظر إليه الباحث مرة، ويتجاوز عنه أخرى في هذه الأشياء، فإن شاء أن يتحرَّاه على وجهه، فليسأل الدكتور طه نفسه، فهو يدله على المصادر التي تعينه على بيانها إن شاء الله. . .