للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن حبيب المالكى: من تهمد الصلاة إلى نجاسة بطلت صلاته إلا أن يكون بعيداً جداً.

(وقال) العراقى فى شرح الترمذى: نص الشافعى على أنه لا تكره الصلاة وبين يديه جيفة.

(٩) وتكره الصلاة فى أرض عُذِّبَ أهلها كأرض بابل وثمود.

(قال) البخارى: ويذكر أن علياً كره الصلاة بخسْف بابل (١) {٨٨} " وروى " عبد الله بن أبى المُحِلِّ العامرى قال: كنا مع علىّ فمررنا على الخسْف الذى ببابل فلم يصلّ حتى أجازه. أخرجه عبد الرازق وابن أبى شيبة (٢) {٨٩} (وعن) حجر بن العنبس أن علياً قال: ما كنتُ لأصلىّ فى أرض خَسَف الله بأهلها قاله ثلاثاً.

أخرجه ابن أبى شيبة (٣) {٩٠}.

(وقد كان) صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ بأرض قد عُذِّب أهلها كديار ثمود جَدّ السير وقنع رأسه.

(١٠) وتكره - عند الحنفيين - الصلاة فى الأرض المغصوبة إن كانت لذمىّ مطلقاً. أو لمسلم وهى مزروعة أو محروثة، ولم يكن بين المصلىّ وصاحبها


(١) ص ٣٥٧ ج ١ فتح البارى (الصلاة فى موضع الخسف .. ) و (بابل) مدينة قديمة بالعراق. كان يجرى بها الفرات فحوله بختنصر على موضعه الآن. وأول من نزلها وعمرها عقب الطوفان سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام. والمراد بالخسف هنا ما ذكره الله بقوله: قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون آية ٢٦. النحل وسببه أن النمروذ بن كنعان ملك بابل كان من أكبر ملوك الأرض فى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وكان قد طغى وبغى وتجير وآثر الحياة الدنيا، ولما دعاه سيدنا إبراهيم إلى عبادة الله وحده، حمله الجهل والضلال على إنكار الصانع. فحاج إبراهيم فى ربه وادعى لنفسه الربوية. فلما حاجة إبراهيم وغلبه وبهت الذى كفر ولم يرتدع واستمر على ضلاله وطغيانه، أهلكه الله وقومه. قال زيد بن أسلم: وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكاً يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه، ثم دعاء الثانية فابى، وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعى، فجمع النمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، فأرسل الله عليهم ذباباً من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وجلودهم وتركتهم عظاماً بادية، ودخلت واحدة منها فى منخر الملك فكثت فيه أربعمائة سنة عذبه الله بها، فكان يضرب رأسه المرازب فى هذه المدة حتى أملكه الله بها. أفاده ابن كثير ص ١٤٨ ج ١ - البداية والنهاية.
(٢) ص ٣٥٧ ج ١ - فتح البارى (الشرح).
(٣) ص ٣٥٧ ج ١ - فتح البارى (الشرح).