للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ (١). {٣٥٥}

ودعوى أنه مرغب إلى المسجد فاسدة، لأن ذلك لا يكون إلا لمن كان غرضه وغاية قصده النظرَ إلى تلك النقوش والزخرفة " فأما من " كان غرضه قصدَ المسجد للعبادة التى لا تكون عبادة حقيقة إلا مع الخشوع، وإلا كانت كجسم بلا روح " فليست " زخرفة المسجد إلا شاغلة له عن ذلك كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم فى الأنبجانية التى بعث بها إلى أبى جهم (٢)? وكهتْكه للستور التى فيها نقوش وصور. وتقويم البدع المعوجة التى يحدثها الملوك، يوقع أهل العلم فى المسالك الضيقة فيتكلفون فى ذلك من الحجج الواهية مالا ينفق " أى لا يروج " إلا على بهيمة (٣)? (وقال) ابن الحاج: وينبغى للإمام أن يغير ما أحدثوه من الزخرفة فى المحراب وغيره، فإن ذلك من البدع ومن أشراط الساعة. قال ابن القاسم: وسمعت مالكاً يذكر مسجد المدينة وما عمل من التزويق فى قبلته فقال: كره الناس ذلك حين فُعِل، لأنه يشغلهم بالنظر إليه. وسئل مالك عن المساجد هل يكره أن يكتب فى قبلتها بالصبغ مثل آية الكرسى وقل هو الله أحد والمعوذتين؟ فقال: أكره أن يكتب فى قبلة المسجد شئ من القرآن والتزويق. وقلا: إن ذلك يشغل المصلى. وينبغى للإمام أن يغير ما أحدثوه من إلصاق العمُد فى جدار القبلة وما يلصقونه أو يكتبونه فى الجدران والأعمدة (٤).

(٩) يُسنّ لأهل كل جهة بناء مسجد. ويُسنّ اتخاذ موضع فى البيت


(١) أخرجه أحمد ومسلم عن عائشة ص ١٩٤ ج ١ - الفتح الربانى. وص ١٦ ج ١٢ نووى مسلم (رد محدثات الأمور - الأقضية).
(٢) تقدم بهامش رقم ٥٢٥ صفحة ١٨٣ بيان الأنبجانية، وأن النبى صلى الله عليه وسلم إنما أرسل إلى أبى جهم خميصة لها أعلام، كان أهداها إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: شغلتى أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبى جهم وأتونى بأنبجانسته.
(٣) ص ١٥٧ ج ٢ نيل الأوطار (الاقتصاد فى المساجد).
(٤) ص ٧٩ ج ٢ - المدخل.