(وعن) أحمد منع بناء مسجد فى الطريق أو على سقيفة تحتها ممر نافذ أو قنطرة. وعنه أنه قال: يهدم مسجد بنى فى الطريق. وعنه يجوز بناؤه
= أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل ويقرى الضعيف، ويعين على نوائب الحق؟ فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة (أى لم ترده) وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه فى داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك (ألا بصلاته وقراءته) ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا. فقال ذلك ابن الدغنة لبى بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه فى داره ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرا فى غير داره، ثم بدا لأبى بكر فابتنى مسجداً بفناء داره وكان يصلى فيه ويقرأ القرآن فيتقذف (بفتح التاء والقاف وشد الذال المعجمة) عليه نساء المشركين وأبناؤهم (أى يتدفعون عليه لسماع قراءته) وهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن فأفرغ ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم. فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه فى داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجداً بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه، فإن أحب أن يقتصر على ان يعبد ربه فى داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فاسأله أن يرد إليك ذمتك (أى عهدك بجواره) فإنا قد كرهنا أن تخفرك (بضم فسكون فكسر من الإخفار وهو نقض العهد) ولسنا مقرين لأبى بكر الاستعلان. فأتى ابن الدغنة إلى أبى بكر فقال: قد علمت الذى عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلى ذمتى، فإنى لا أحب أن تسمع العرب أنى أخفرت فى رجل عقدت له. فقال أبو بكر: فإنى أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل. فقال النبى صلى الله عليه وسلم للمسلمين: إنى أريت (بضم الهمزة) دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان (تثنية حرة وهى حجارة سود مرتفعة) فهاجر من هاجر قبل (بكسر ففتح أى جهة) المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك " (بكسر فسكون أى على مهلك) فإنى أرجو أن يؤذن لى، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر (بفتح فسكون) وهو الخبط (بفتحتين الورق الساقط من الشجر) قالت عائشة: فبينما نحن يوماً جلوس فى بيت أبى بكر فى نحر (بفتح فسكون) الظهيرة (أفى أول وقت الحرارة) قال قائل لبى بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعاً (أى مغطياً رأسه) فى ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبى وأمى، والله ما جاء به فى هذه الساعة إلا أمر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبى صلى الله عليه وسلم وسلم لأبى بكر: أخرج من عندك. فقال أبو بكر إنما هم أهلك (يعنى عائشة وأسماء) بأبى انت يا رسول الله قال نعم. قال أبو بكر: فخذ إحدى راحلتى هاتين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالثمن. قالت عائشة: فجهرنا هما أحث الجهاز (أى أسرعه) وصنعنا لهما سفرة (بضم فسكون، الزاد يصنع للمسافر) فى جواب، فقطعت أسماء بنت أبى بكر قطعة من نطاقها (بكسر النون الإزار) فربطت به على فم الجراب، فبذلك =