دل على جواز الدعاء على ناشد الضالة فى المسجد بعدم ردها إليه معاملة له بنقيض قصده حيث فل ما لا يجوز فعله فى المسجد من رفع الصوت بما لم يُعدَّ له المسجد من العبادة والذكر والصلاة وتعليم العلم ونحو ذلك.
(روى) عاصم بن عمر ب قتادة أن عمر سمع ناساً من التجار يذكرون تجارتهم والدنيا فى المسجد. فقال: إنما بنيت هذه المساجد لذكر الله. فإذا ذكرتم تجاراتكم ودنياكم فاخرجوا إلى البقيع. أخرجه ابن أبى شيبة بسند جيد {٩٨} ويلحق بذلك من رفع صوته فى المسجد بما يقتضى مصلحة ترجع للرافع صوته.
(٥) وكذا يمنع السؤال فى المسجد، لأنه كنشد الضالة. " وأما حديث " عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: هل فيكم أحد أطعم اليوم مسكيناً؟ فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا بسائل يسأل فوجدتُ كِسرةَ خُبز فى يد عبد الرحمن، فأخذتها منه فدفعتها إليه. أخرجه أبو داود. وكذا الطبرانى
فى الكبير والبزار مطولا وقال: لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن أبى بكر إلا بهذا الإسناد، وروى مرسلا (١)? . {٣٧٩}
(١) ص ٣٢٠ ج ٩ - المنهل العذب (المسألة فى المساجد) وص ١٦٣ ج ٣ مجمع الزوائد (الصائم يعود المريض ويفعل الخير) ولفظ الطبرانى: عن عبد الرحمن بن أبى بكر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال: هل منكم أحد أصبح صائماً؟ فقال عمر: لم أحدث نفسى بالصوم البارحة فأصبحت مفطراً. فقلا أبو بكر: لكنى حدثت نفسى بالصوم البارحة فأصبحت صائماً. فقال صلى الله عليه وسلم: هل منكم اليوم أحد عاد مريضاً؟ فقلا عمر: يا رسول الله صلينا ثم لم نبرح فكيف نعود المرضى؟ فقال أبو بكر: بلغنى أاخى عبد الرحمن بن عوف اشتكى فجعلت طريق عليه لأنظر كيف أصبح؟ فقلا صلى الله عليه وسلم: هل منكم أحد أطعم اليوم مسكيناً؟ فقال عمر: صلينا ثم لم نبرح. فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا بسائل فوجدت كسرة خبز شعير فى يد عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت فأبشر بالجنة. فتنفس عمر فقال: واهاً للجنة. فقال النبى صلى الله عليه وسلم كلمة رض بها عمر: رحم الله عمر رحم الله عمر لم يرد خيراً قط إلا سبقه إليه أبو بكر.