للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ضالّ مستحق للطرد والضرب، لأنه استخفف بما أمر الله بتعظيمه قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} (١) أى يتلى فيها كتابه، وبيوت الله هى المساجد (وتقدم) عن ثوبان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال مَنْ رأيتموه ينشُد شِعْراً فى المسجد فقولوا فَضَّ الله فاك ثلاث مرات: ومن رأيتموه ينشُد ضالَّة فى المسجد فقولوا: لا وجدْتَها ثلاث مرات (الحديث (٢)). "فما أحق" هؤلاء المشدين للقصائد الملحونة والموشَّحات المحرفة بتلك الزعقات المؤلمة والصيحات الهائلة "بالدعاء" النبوى عليهم إذ الأمر فيه إن لم يكن للوجوب فللندب. وإذا كان من يرفع صوته لحاجة مهمة كضالة يتعرفها قد شرع الدعاء عليه، فما بالك برافعى أصواتهم لا لحاجة بل للضرر والتشويش (وتقدم) أن عرم بن الخطاب رضى الله عنه بنى إلى جانب المسجد رحَبة سماها البُطيحاء وقال: من أراد أن يلغَط أو ينشُد أو يفع صوتاً فْليخرجْ إلى هذه الرحبة (٣).

(٤) ومن البدع وضع كرسى مرتفع فى المسجد يتلى عليه شئ من القرآن بصوت مرتفع يوم الجمعة وقبل إقامة الصلاة فى غيرها، فيحصل من التشويش على المصلين ما لا يمكن معه أداء الصلاة على وجهها.

(قال) ابن الحاج فى المدخل ومن هذا الباب الكرسى الكبير يوضع فى الجامع مكى يقرأ القارئ عليه ولا ضرورة تدعو لذلك لوجهين.

(الأول) أنه يشغل من المسجد موضعاً كبيراً وهو وقف على المصلين:

(الثانى) أنهم يقرءون عند اجتماع الناس لانتظار الصلاة، فمنهم المصلى،


(١) النور آية: ٣٦.
(٢) تقدم رقم ٣٨٤ ص ٢٦٨.
(٣) تقدم أثر رقم ١٠٢ ص ٢٦٤.