للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وقد اتفقت) كلمة العلماء على إنكار ذلك (قال) السفارينى: قال الإمام ابن عقيل: أنا أبرأ إلى الله تعالى من جموع أهل زماننا فى المساجد والمشاهد ليالى يسمونها إحياء، لعمرى إنها لإحياء أهوائهم، وإيقاد شهواتهم. قال فى الآداب: وهذا فى زمانه الذى بيننا وبينه نحو ثلثمائة سنة. " وما يجرى " بالشام ومصر والعراق وغيرها من بلاد الإسلام فى المواسم من المنكرات فى زماننا " أضعاف " ما كان فى زمانه (قلت) وهذا الذى قاله ابن مفلح فى آدابه فى زمانه وهو قد توفى سنة ٧٦٣ ثلاث وستين وسبعمائة. فما بالك بعصرنا الذى هو فى المائة الثانية عشرة. وقد انطمست معالم الدين وطفئت إلا من بقايا حفظة الدين. فصارت السنة بدعة. والبدعة شرعة، والعبادة عادة والعادة عبادة. فعالهم عاكف على شهواته وحاكمهم متماد فى غفلاته وأميرهم لا حلم لديه ولا دين، وغنيهم لا رأفة عنده ولا رحمة، وفقيرهم متكبر " فلو رأيت " جموع صوفية زماننا وقد أوقدوا النيران، وأحضروا آلات المعازف بالدفوف المجلجة والطول، وقاموا على أقدامهم يرقصون ويتمايلون " لقضيتَ " بأنهم فرقة من بقية أصحاب السامرىّ وهم على عبادة عجلهم يعكفون " أو حضرتَ " مجمعاً وقد حضره العلماء بعمائهم الكبار والفراء المثمنة والهيئات المستحسنة، وقدموا قِصاب الدخان التى هى لجامات الشيطان وقد ابتدر ذو نغَمة ينشد من الأشعار المهيجة فوصف الخدود والنهود والقدود. وقد ارخى القوم رءوسهم ونكّسوها واستمعوا للنغمة واستأنسوها " لقلتَ " وهم لذلك مطرقون: ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون. فإنا لله وإنا إليه راجعون (١).

(وقال) ابن حجر الهيثمى: الموالد والأذكار التى تفعل عندنا أكثرها مشتمل


(١) ص ٢٦٠ ج ٢ غذاء الألباب (ما يجب أن يمنع فى المساجد).