(وقال) العز بن عبد السلام: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التى تصلى فى رجب ولا صلاة نصف شعبان فحدث فى سنة ٤٤٨ ثمان وأربعين وأربعمائة أن قدم عليهم رجل من نابلس يعرف بابن أبى الحمارء، وكان حسن التلاوة، فقام يصلى فى المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان فأحرم خلفه رجل ثم انضاف إليهما ثالث ورابع، فما ختمها إلا هم جماعة كثيرة. ثم جاء فى العام القابل فصلى معه خلق كثير وانتشرت فى المسجد الأقصى وبيوت الماس ومنازلهم. ثم استقرت كأنها سنة إلى يومنا هذا (١)(وقال) أبو شامة نقلا عن الإمام الطرشوشى: وأما صلاة رجب فلم تحدث عندنا ببيت المقدس إلا بعد سنة ثمانين وأربعمائة. وما كنا رأيناها لا سمعنا بها قبل ذلك ثم قال (وروى) ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال: ما أدركنا أحداً من مشيختا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولا يرون لها فضلا على سواها. وقيل لابن أبى مُليكة: إن زياداً النمرى يقول: عن أجر ليلة الصف من شعبان كأجر ليلة القدر فقال: لو سمعته وبيدى عصا لضربته. وكان زيادٌ قاصًّا. وانبأنا الحافظ أبو الخطاب بن دحية قال فى كتابه أداء ما وجب: وقد روى الناس الأغفال فى صلاة ليلة النف من شعبان أحاديث موضوعة وواحداً مقطوعاً وكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم من صلاة مائة ركعة، فى كل ركعة الحمد لله مرة، وقل هو الله أحد عشر مرات فينصرفون وقد غلبهم النوم فتفوتهم صلاة الصبح التى ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيها: من صلى الصبح
(١) ص ٤٢٢ ج ٣ - إتحاف المتقين شرح الإحياء (صلاة رجب).