للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٧) ومما يقع فى المساجد من البدع المنكرة.

(أ) صلاة الغائب، وهى صلاة ثنتى عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمع من رجب (ب) والصلاة الألفية، وهى صلاة مائة ركعة ليلة نصف شعبان يقرا فى كل ركعة بعد الفاتحة قل هو الله أحد عشر مرات. (وهما صلاتان) محدثتان لا أصل لهما فى الشريعة السمحة، ولا من فعل الصحابة ومن بعدهم (قال الإمام الجزرى) فى الحصن: وأما صلاة الرغائب أول خميس من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان، وصلاة ليلة القدر من رمضان، فلا تصح، وسندها موضوع باطل. (وقال النووى) الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهى اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة. وهاتان الصلاتان بدعتان منكرتان. ولا يغتر بذكرهما فى كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل. ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات فى استحبابهما فإنه غالط فى ذلك. وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسى كتاباً نفسياً فى إبطالهما فأحسن فيه وأجاد (١) (وقال) فى موضع آخر: وليس لحد ان يستدل على مشروعيتهما بقوله صلى الله عليه وسلم: الصلاة خير موضوع (٢) {٤٠٩} فإن ذلك يختص بصلاة لا تخالف الشرع بوجه من الوجوه (وقد صح) النهى عن الصلاة فى الأوقات المكروهة.


(١) ص ١٧٧ ج ٢ شرح المهذب (الثامنة عشرة - أحكام المساجد).
(٢) هو مصدر حديث أخرجه الطبرانى عن أبى هريرة وتمامه: من استطاع أن يستكثر فليستكثر. واخرجه أيضاً عن أبى ذر بلفظ: الصلاة خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر. وأخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وصححه عن أبى ذر. انظر رقم ١٦١٦ ص ٣٠ ج ٢ كشف الخفاء.