للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المتشرعون. وجَرَوْا فيه على سَنَن المحبوس، واتخذوا دينهم لهواً ولعباً "الوقيد" ليلة نصف من شعبان ولم يصح فيها شئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نطق بالصلاة فيها والإيقاد "أحد" من الرواة وما أحدثه إلا متلاعب بالشريعة المحمدية، راغب فى دين المجوسية، لأن النار معبودُهم (وأول) ما حدث ذلك فى زمن البرامكة، فأدخلوا فى دين الإسلام ما يموهون به على الطِّغام، وهو جعلهم الإيقاد فى شعبان كأنه من سنن الإيمان ومقصودهم عبادة النيران وإقامة دينهم وهو أخسر الأديان حتى إذا صلى المسلمون وركعوا وسجدوا، كان ذلك إلى النار التى أوقدوها، ومضت على ذلك سنون وأعصار. هذا. مع ما يجتمع فى تلك الليلة من الرجال والنساء واختلاطهم. فالواجب على السلطان منعهم وعلى العالم ردعهم (١).

(ثم قال) ولم يأت فى الشريعة استحباب زيادة الوقيد على قدر الحاجة فى موضع مّا أصلا. وما يفعله عوام الحجاج يوم عرفة بجبال عرفات وليلة النح بالمشعر الحرام، فهو من هذا القبيل يجب إنكاره لأنه بدعة منكرة خلاف الشريعة المطهرة (٢) (وقال) ملا على القارى: ولم يأت فى الشرع استحباب زيادة الوقيد على الحاجة فى موضع مّا (٣) وتقدم عن الإمام النووى بيان بعض المفاسد المترتبة على مثل هذه البدع (٤).


(١) ص ٢٧ - الباعث على إنكار البدع والحوادث (فصل فأما الألفية .. ).
(٢) ص ٣٠ منه.
(٣) ص ١٧٨ ج ٢ مرقاة المفاتيح (قيام شهر رمضان).
(٤) تقدم ص ٢٨٤ (الاحتفال بالمولد وغيره).