(وأما الدعاء) المشهور ليلة نصف شعبان فلم يثبت. والاجتماع له بدعة ونسبته إلى بعض الصحابة غير صحيح. وإنما هو من اختراع بعض المشايخ (قال) العلامة أحمد الشرجى اليمنى فى كتاب الفوائد فى الصِّلات والعوائد فى بحث " ما يدعى به ليلة النصف من شعبان " من ذلك ما وجد بخط الفقيه أبى بكر بن أحمد دعير قال: أملى علىّ الخ الفقيه عبد الله بن أسد اليافعى فى طريق مدينة الرسول صلى الله علهي وسلم سنه ٧٣٣ ثلاث وثلاثين وسبعمائة هذا الدعاء وهو: اللهم ياذا المن الخ. (قال) بعضهم: أولى ما يدعى به فيها: إلهى بالتجلى الأعظم فى ليلة النصف من شهر شعبان المعظم الخ. فجمع الناس بينهما وروّجوه. وقد يشترطون لقبوله قراءة يس وصلاة ركعتين قبله يكررون القراءة والصلاة والدعاء ثلاث مرات: يصلون المرة الأولى بنية طول العمر، والثانية بنية دفع البلايا، والثالثة بنية الاستغناء عن الناس، ويعتقدون أن هذا العمل من الشعائر الدينية، ومن مزايا هذه الليلة حتى اهتموا به أكثر من اهتمامهم بالواجبات، فهم يسارعون إلى المساجد قبيل الغروب من هذه الليلة. وفيهم تاركو الصلاة ومرتكبو الموبقات معتقدين أنه يجبر كل تقصير سابق، وانه يطيل العمر ويتشاءمون من فوته، لهذا ينبغى تركه وعدم الاهتمام به، سيما وأنه يفهم منه أن ليلة النصف هى الليلة المباركة التى يفرق فيها كل أمر حكيم. وهو مخالف لصريح القرآن، لأن الليلة المباركة المذكورة فى قوله تعالى:{وَالْكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}(١)
هى ليلة القدر، لا ليلة النصف من شعبان.
(١) الدخان آية: ٢ - ٤. و (منذرين) أى معلنين الناس بما ينفعهم ويضرهم، لئلا يكون لهم على الله حجة (فيها يفرق كل أمر حكيم) أى فى ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة، أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وغيرها ..