للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(قال) ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم: " إنَّا أَنزَلْناُه فِى ليْلَةٍ مُبَارَكَةٍ " وهى ليلة لاقدر كما قال عز وجل {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ} وكان ذلك فى شهر رمضان كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ (١)} ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما رُوى عن عكرمة، فقد أبعد النجعة فإن نص القرآن أنها فى رمضان " والحديث " الذى رواه عثمان بت محمد بن المغيرة بن الأخنث قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تُقطع الآجالُ من شعبانَ إلى شعبانَ، حتى إن الرجل ليَنْكح ويوُلد له ود أخرْجَ اسمه فى الموتى " فهو" حديث مرسل ومثله لا يعارض النصوص (٢). {٤١١}

(وقال) العلامة الأوسى (إنا أنزلناه) أى الكتاب المبين الذى هو القرآن على القول المعول عليه (فى ليلة مباركة) هى ليلة القدر على ما روى عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وابن زيد والحسن. وعليه أكثر المفسرين. والظاهر معهم (٣)? (وقال) وعن عكرمة أن ليلة القدر هى ليلة النصف من شعبان. وهو قول شاذ غريب. وظاهر ما هنا مع ظاهر قوله تعالى " شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن " يرده (٤)? (وقال) أبو بكر بن العربى: جمهور العلماء على أنها ليلة القدر. ومنهم من قال إنها ليلة النصف من شعبان وهو باطل، لأن الله تعالى قال فى كتابه الصادق القاطع " شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن " فنص على أن ميقات نزوله رمضان ثم عبر عن زمنية الليل هنا بقوله: فى ليلة مباركة (٥)? أى أن ابتداء نزوله على النبى صلى الله عليه وسلم كان فى رمضان فى تلك الليلة المباركة التى سماها الله ليلة القدر (وظاهر)


(١) آية البقرة: ١٨٥.
(٢) ص ٤١٩ ج ٧ تفسير ابن كثير. و (النجعة) مغرفة فى الأصل طلب الكلأ فى موضعه. والمراد هنا البعد عن الصواب.
(٣) ص ٣٧ ج ٨ روح المعانى (سورة الدخان).
(٤) ص ٤٢٠ ج ٩ منه (سورة القدر).
(٥) ص ٢٢٤ ج ٢ - أحكام القرآن (سورة الدخان).