للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المساجد وهو دعاء مخترع لم ينقل عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين، ولم يرو حتى فى كتب الموضوعات.

(ومن الفرية) على الله ورسوله قول مخترعه: إن من قرأه يقول الشيطان: قد تعبنا منه طول السنة فأفسد عملنا فى ساعة. والأغرب تلقى بعض المتعلمين له بالقبول وإقرارهم إياه بدعوى أنه دعاء وهو خير. وغفلوا عما قاله أبو الخطاب بن دحية: إن استعمال الخير ينبغى أن يكون مشروعاً من النبى صلى الله عليه وعل آله وسلم فإذا علمنا أنه كذب خرج من المشروعية. وتمامه فى كتاب الباعث.

(٩) ومن البدع المنكرة التبرير الذى يفعله بعض المؤذنين. وهو تلاوتهم على المآذن ونحوها بصوت مرتفع عند موت عالم: قوله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً} (١) (الآيات) ويجتمع عدد منهم فيقرءون هذه الآيات بصوت واحد مع التنازع والتناوب. وقراءة القرآن على هذا الوجه بدعة محدثة منكرة، خالية من الخشوع والتدبر المطلوبين من قارئ القرآن. وفيها تلحين القراءة كتلحين الغناء المؤدى إلى التمطيط الفاحش وإخراج الحروف عن أوضاعها، والنقص والزيادة فى القرآن وهو حرام بالإجماع. وإن لم يؤد إلى هذا فهو مكروه، لما تقدم، ولأنه إن قصد منه الإعلام بموت عالم فهو من النعى المنهى عنه، على أن القرآن لم ينزل للإعلام بموت العلماء، وغن كان القصد منه الإخبار بأن هذا الميت من الأبرار فلم اتخذ شعاراً خاصاً بالعلماء؟ . (وعلى الجملة) فنعى الميت فى المآذن والنداء للصلاة عليه بخلاف السنة (قال) حذيفة: إذا مت فلا تؤذنوا بى أحداً فإنى أخاف أن يكون نعياً وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن


(١) الإنسان آية: ٥ وما بعدها.