للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولو) كان لموضع طريقان أحدهما يقطع فى مدة سفر والآخر فى أقل، فإن سلك الأول قصر، وإن سلك الثانى لا يقصر. ولا عبرة عندهم بالفراسخ على الصحيح (١)، لأن الطريق لو كان وعراً بحيث يقطع فى ثلاثة أيام اقل من خمسة عشر فرسخاً، قصر بالنص، وعلى التقدير بها لا يقصر فيعارض النص فلا يعتبر سوى سير الثلاثة.

(وقالت) الشافعية والمالكية والحنبلية والليث وإسحاق والجمهور: مسافة القصر مرحلتان وهى أربعة برد. والبريد أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال، لما روى عطاء بن أبى رباح أن ابن عمر وابن عباس كانا يصليان الرباعية ركعتين ويفطران فى أربعة برد فما فوق ذلك. أخرجه البيهقى بسند صحيح وعلقه البخارى (٢) (١٣).

(ولقول) عطاء بن أبى رباح: قلت لابن عباس: اقصر الصلاة إلى عرفة؟ فقال: لا ولكن إلى جدة وعسفان والطائف، وإن قدمت إلى أهل أو ماشية فأتم. أخرجه الشافعى والبيهقى بسند صحيح (٣) (١٤).


(١) الفرسخ ثلاثة أميال. والميل أربعة آلاف ذراع فلكى. وهو ثلاثة أثمان وستة واربعون سنتيمتراً. فيكون الميل ١٨٥٥ خمساً وخمسين وثمانمائة وألف متر. والفرسخ ٥٥٦٥ خمسة وستين وخمسمائة وخمسة آلاف من الأمتار. والخمسة عشر فرسخاً ٨٣٤٧٥ خمسة وسبعين وأربعمائة وثلاثة وثمانين ألفاً من الأمتار، أى نحو نصف كيلو وثلاثة وثمانين كيلو متراً.
(٢) ص ١٣٧ ج ٣ سنن البيهقى (السفر الذى تقص ٢ ر فى مثله الصلاة) وص ٣٨٣ ج ٢ فتح البارى (فى كم يقصر الصلاة) و (برد) بضمتين: جمع بريد. فتكون المسافة بالميل ثمانية وأربعين ميلا، وبالكيلو متر نحواً من تسعة وثمانين كيلو متراً.
(٣) ص ١١٥ ج ١ بدائع المنن. وص ١٣٧ ج ٣ سنن البيهقى (السفر الذى لا تقصر فى مثله الصلاة) و (جدة) بضم فشد: ثغر مكة على ساحل البحر الأحمر، و (عسفان) كعثمان: موضع بين مكة والمدينة على ثلاث مراحل من مكة.