للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لقد أُصبنا غرة، لقد أُصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم فى الصلاة، فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر. فلما حضرت العصر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة والمشركون أمامه. فصفّ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صف، وصفّ بعد ذلك صف آخر، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد وسجد الصف الذى يليه وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذى يليه إلى مقام الآخرين وتقدم الصف الأخير إلى مقام الصف الأول.

ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد وسجد الصف الذى يليه وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم والصف الذى يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً فسلم عليهم جميعاً، فصلاها بعسفان، وصلاها يوم بنى سليم. أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى وابن حبان والبيهقى والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (١). [

١٠٣].


(١) ص ٣ ج ٧ الفتح الربانى. وص ٩٩ ج ٧ المنهل العذب (صلاة الخوف) وص ٢٣١ ج ١ مجتبى. وص ٢٥٦ ج ٣ سنن البيهقى (العدو يكون وجاه القبلة) وص ٣٣٧ ج ١ مستدرك. و (الغرة) بكسر الغين وشد الراء: الغفلة، وما بعده تأكيد له. والمراد أن المسلمين كانوا غافلين عن حفظ مقامهم وما يخشى من مهاجمة العدو. و (آية القصر) ىية صلاة الخوف (ففى رواية) أحمد: فنزل جبريل عليه السلام بهذه الايات بين الظهر والعصر: " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " وفى رواية النسائى:

فنزلت يعنى صلاة الخوف. وأطلق عليها ىية القصر للمجاورة. و (غزوة بنى سليم) (بالتصغير) كانت بالكدر (بضم فسكون) موضع على ثمانية برد من المدنية وكان القائد فيها على رضى الله عنه، واستخلف النبى صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم وغنم فيها خمسمائة بعير، فقسم أربعمائة على المجاهدين، فخص كل واحد بعيران، وأخذ النبى صلى الله عليه وسلم مائة. أفاده فى بهجة المحافل (ومنه) تعلم أن " ما فى بعض" كتب التاريخ من أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى بنى سليم فى ثلثمائة رجل من أصحابه فوجدهم قد تفرقوا فى مياههم ولم يلق كيداً. أهـ " غير صحيح" والحديث صريح فى أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بعسفان ثم أن فى أرض سليم. ولا يعارضه ما قيل إن غزوة بنى سليم كانت قبل أحد ولم تكن شرعت صلاة الخوف يومئذ، لاحتمال أن النبى صلى الله عليه وسلم غزا بنى سليم مرتين: مرة قبل أحد ولم يصل فيها صلاة الخوف، ومرة بعد عسفان وصلى بها صلاة الخوف.